ذكرت تقارير صحفية أن كثيرًا من أماكن دفن الموتى في الجزائر تحولت إلى أوكار لممارسة الرذيلة وتناول الخمور وسماع أغاني الراي في أوقات متأخرة دون مراعاة لحرمة الموتى.
وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية، الأحد 31 يوليو/تموز2011م، إن سكان أحياء عديدة محاذية للمقابرـ اشتكوا من تحول هذه المقابر إلى أوكار للفساد والدعارة ومخبأ للصوص في الليل، ومأوى للسكارى ومدمني المخدرات، بالإضافة إلى سماعهم "أغاني الراي" التي يسجلونها في هواتفهم النقالة وممارسة الفواحش بين القبور.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتشار النفايات وزجاجات الخمر الملقاة بين القبور تسببت بعرقلة تشييع الجنائز؛ حيث يجد المشيعون صعوبة في المشي بسبب النفايات من جهة وضيق الممرات من جهة أخرى، وجذوع الأشجار الملقاة بين القبور، وكثرة الأعشاب الطفيلية التي تعوق المشي.
ورغم تعدد شكاوى المواطنين الجزائريين إلى أئمة المساجد ولجان الأحياء والعاملين في تلك المقابر، كان الجواب في كل مرة: "الأمر يتجاوزنا".
وقال الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش رئيس جمعية "الصحوة الحرة" لأبناء مساجد الجزائر، والشيخ الهاشمي سحنوني إمام وخطيب مسجد السنة بباب الوادي سابقًا -في بيانٍ لهما بخصوص تردي أوضاع المقابر في الجزائر- إن "العلماء رضي الله عنهم كانوا إذا دخلوا المقابر يبكون حتى يمرضون أيامًا، وكان الناس يبكون حتى لا يفرق الغريب بين أهل الميت وغيرهم من المشيعين، وأما اليوم فكبائر وفواحش وموبقات ترتكب بين القبور بلا رادع سلطاني، ولا مانع عقابي".
وأضاف البيان: "الواجب علينا نحن طلبة العلم والدعاة أن نبادر إلى إصلاح وتغيير هذا الفساد العظيم الذي يطعن في أمتنا ويشوه سمعتها ويقدح في مجتمعنا الإسلامي".
وتابع: "لهذا نقول لكل من كان قادرًا على إصلاح هذا الفساد والمنكر: فلنباشر عاجلاً -بالعلم النافع والعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- تنظيف مقابرنا من الأوساخ والأشواك والفساد والمفسدين وأهل العهر والدعارة والخمور والمخدرات بكل وسيلة شرعية صالحة ونافعة".